الدعم البيداغوجي



الدعم البيداغوجي

حديثنا اليوم سينصب حول الدعم البيداغوجي، وهو عملية يقوم بها الأستاذ داخل الفصل الدراسي، ولهذا الغرض لا بد من التفريق بين ثلاث مصطلحات أساسية:

1 الدعم(soutien) ويخص الفئة المتعثرة من التلاميذ، الذين أبان التقويم عن عدم تمكنهم من الموارد المدروسة، ويواجهون صعوبات تعلمية.

2 التقوية(consolidation) وتهم الفئة المتمكنة من الموارد، من التلاميذ، والذين يحتاجون الى أنشطة لتقوية تعلماتهم وتعزيزها من أجل التفوق الدراسي. 

3 المعالجة: وهي عملية فورية، تصاحب التقويم التكويني، يقوم بها الأستاذ فوريا للوقاية من التعثر .

وينبغي في هذا الاطار التفريق بين مصطلحين اثنين لتسهيل عمليات الدعم:

3.1 التعثر الدراسي:(l'échec scolaire )و هو حالة مؤقتة يمكن تجاوزها إذا توفر الدعم المناسب.

3.2 التخلف الدراسي: (le retard scolaire )وهو تراكم مجموعة من التعثرات المصاحبة للتلميذ ،والتي يصعب معالجتها.

 أسباب التعثر الدراسي:

سنتناول في هذا التقاسم الأسباب المؤدية الى تعثر التلاميذ، والتي يمكن اجمالها في ثلاثة أسباب رئيسة:

1 أسباب ذاتية، تخص التلميذ نفسه، ومصدرها نشوئي،اي أنها خلقت مع التلميذ ونشأت معه، كالتخلف العقلي، و نسبة الذكاء المنخفضة، وبعض الامراض العضوية، كضعف السمع أو البصر وغيرها، وهوما يحول دون تقدم التلميذ في تعلمه، لأننا نطلب منه أنجاز عمل يفوق قدراته العقلية والنمائية.

2 أسباب اجتماعية، وتتمثل في مدى استقرار التلميذ الاجتماعي والنفسي، في أسرة متماسكة من عدمه، ذلك أن المشاكل الاجتماعية والأسرية كالفقر والتفكك الأسري والطلاق لها تأثير واضح على مردودية التلميذ.

3 أسباب مدرسية، وهي التي تهمنا أكثر، ويمكن تلخيصها في ما يلي:

3.1 أسباب تعاقدية: فقد ينتج التعثر بسبب غياب  العقد الديداكتيكي القائم بين المدرس والتلاميذ، إزاء المعرفة المدرسة، بسبب لبس في التعليمات ،أو غياب الموارد اللازمة لإنجاز المهام المطلوبة من التلميذ.

3.2 أسباب ديداكتيكية:

ان الأسلوب او الطريقة المتبعة في التدريس، قد تجر التلميذ الى التعثر، اضافة الى المحتويات والاهداف وطبيعتها، ومدى ملاءمتها لمستوى المتعلمين.

خطة الدعم : أي كيف يتم انجاز الدعم وفق منهجية واضحة المعالم

يمكننا أن نتحدث عن ثلاث خطوات أساسية لإنجاح عملية الدعم عمليا، هي:

1 التقويم، او ما يعرف بالتصحيح لدى الأساتذة.

 هو أول خطوة تمكن الأستاذ من تجميع معطيات حول الصعوبات التي واجهت المتعلمين أثناء تقديم الموارد، وينبغي في هذا الاطار، ان يتوفر الأستاذ على بطاقة الموارد المستهدفة بالدعم، تخص كل مادة، الشي الذي سيسهل عمل الأستاذ، وينظم عمله أثناء أسبوع الدعم.

2  التشخيص : هو البحث عن الأسباب المعللة لوجود التعثر ،إذ إن الكشف عن هذه الأسباب سيساعد المدرس علي إيجاد الطرق المناسبة لإجراء الدعم.

3▪︎التخطيط والتنفيذ

*إعداد جذاذة للدعم تحدد موضوع الدعم وأهدافه

*اختيار وتنظيم المحتويات ،التي ستمكن من تحقيق الأهداف. 

* اختيار شكل العمل(فردي-ثنائي-في مجموعات)

*تفيئ التلاميذ إلى فئتين على الاقل، فئة المتحكمين في الموارد ويحتاجون الى التقوية، وفئة المتعثرين وهي الفئة التي ينبغي توجيه الجهود نحوها.

* تخصيص حصة لا تقل عن 90 دقيقة لحصة الدعم، تبدأ بدعم الموارد، ثم اجراء تقويم تشخيصي شفوي ،بعد انهاء الدعم، وإجراء تمارين تطبيقية يتم تصحيحها جماعيا بمعية التلاميذ.

وأخيرا إن الدعم لا يعني إعادة الدروس وانما التركيز على الصعوبات المطروحة، وهو ليس عملية مراجعة للدروس، بل عملية منظمة تنجز وفق أساليب وطرق تختلف عن الدروس النظامية.


من تأطير و إعداد الأستاذ : حميد تودة

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-